في مقال اليوم، هنشوف مع بعض 3 نصايح مهمين يساعدوك في انك تتكلم وتتحاور مع صديقك اللي بيؤمن بالمسيحية التقدمية بطريقة أفضل، خاصة لما الموضوع بيوصل لمناقشات حول مواضيع جوهرية. في النهاية لازم ندرك ان البشر مهما كان إيمانهم ومعتقدتهم هم مش اعداء ، وانه التحدي هو نقاش الفكرة وتعريض المعتقد – أيا كان صحيح او خطأ- للنور، والبحث في حقيقته ووضعه في مكانه الصحيح.

1. افهم السياق:

زي ما بيقولوا، لازم تفهم السؤال اللي ورا السؤال. يعني مش بس لازم ترد وتقدم إجابة، لازم تفهم ليه الشخص بيطرح السؤال من الأساس. مثلا، لو حد سألك عن رحمة ربنا أو ليه بيسمح بالمعاناة في الدنيا، فهو على الأغلب ممكن يبقى مش بيقصد نقاش فلسفي نظري. فمثلا : لو واحدة مثلا خسرت جوزها في حادث بسبب سكران، اكيد مش عاوزة محاضرة عن حرية الإرادة مقابل القدر لما بتسأل “ازاي ربنا بيسمح بالشر؟“.

اتعلمت من خلال بحثي أن واحد من الأسباب الرئيسية اللي بتخلي الناس تنتقل للمسيحية التقدمية هو إن :

عندهم إجابات مش مقنعة عن اهم اسئلة في الحياة زي الشر والألم، بالإضافة إلى كونها إجابا هشة ضعيفة وقد لا ترتكز على اعلان ووضوح الحقيقة فيها ، كما انها أيضا غير متكامله وغير متسقة مع نفسها ومع باقي الحقائق الأخري في اطار القصة الاكبر.

على سبيل المثال، المغني السابق لفرقة Caedmon’s Call، ديريك ويب، أعلن إلحاد بعد ارتباط طويل بالمسيحية التقدمية. وقال في بودكاست عن رحلته إن ربنا إما مش موجود أو شرير. (استخدم ويب تشبيه أقوى كتير).

دان باركر وهو قسيس سابق واحد الدعاة للإلحاد  بيقول في كتابه ” بدون اله” Godless : داخل كل واحد مؤمن عملاق شك نائم ويحاول أن يهرب منه دائما لعدم وجود رد.

كمان ليزا جانجور، من فريق Gungor الغنائي المسيحي، قالت: إن انتقالها من إيمان مسيحي أكثر محافظة كان نتيجة انهيارها بعد مرض قريبتها بالسرطان.

كل واحد فينا ليه قصص وأسباب حقيقية ووجوه وراء الأسئلة اللي بيطرحها. وكلها متنوعة مقدرش احطها فقط في صدمات نتيجة للالم والشر فقط، لكن ورا كل سؤال فيه قصة.

لذلك من المهم تكون سامع كويس. يعنى زي ما الكتاب المقدس بيقول في يعقوب 1: 19: “يَكُنْ كُلُّ إِنْسَانٍ سَرِيعًا لِلاِسْتِمَاعِ، بطيئا لِلتَّكَلُّمِ، بطيئا لِلْغَضَبِ”. لو الناس مش سامعة كويس لبعضيها وبتحاول تفهم تعليقات وأسئلة بعضيها، ممكن يوصلوا لمرحلة إنهم بيتكلموا من غير مايفهموا بعض.

2. اسأل أسئلة حلوة:

عادةً، المناقشات حول المسيحية التقدمية بتكون عاطفية ومشحونة من الطرفين . عشان كده، طريقة كويسة لتجنب الصراعات والتوتر هي إنك تسأل أسئلة حلوة فعلا. لما مش بتقول كلام يقيني، بتقلل من الحاجة للدفاع عن الكلام ده. مش معنى كده إننا مش لازم نقول الحقيقة أبدا، فيه وقت للموضوع ده. بس بدل ما تحاول تهاجم وتدافع قدام صاحبك بكلام من على النت اسأل وآفهم وناقش.

السؤال المدروس كويس هو وسيلة قوية مش بس عشان تفهم إيمانه بشكل أفضل، كمان عشان تظهر نقاط ضعف الفكرة ومنطقها.

عبء الإثبات على اللي بيقول حاجة، مش العكس.

مرة، صاحب ليا بيؤمن بالمسيحية التقدمية قال إن يسوع مش كان بيحكم على الناس، ومكانش بيقصي حد، ومكانش بيستخدم صفات عشان يوصف الناس. أول رد فعل جالي في دماغي كان إنى أقوله إن الكتاب المقدس بيقول إن يسوع هو فعلا قاضي الكل اللي عاشوا أو حيعيشوا واللي ماتوا كمان هيقوموا يوما ما ويتم محاكمتهم حسب أعمالهم . وأنه أقصى ناس كتير، منهم كتبة وفريسيين وكهنة،  اللي قلب طاولاتهم في الهيكل، كمان تصريحاته مثلا عن انه قال كل من لا يعمل مشيئة آبي مش هيدخل ملكوت السموات (متى 7: 22-23). وأنه كمان استخدم صفات عشان يوصف الناس طول الوقت. مثلا، وصف الصرافين دول بـ “حُرَّامِيَّة” لما قال بيتي بقى مغارة لصوص ، وحاجات تاني كتير.

بس قدرت أضبط نفسي وماقولتش الكلام ده على طول، وسألت سؤال بدل كده. قولت له: “حاجة حلوة. منين بتاخد معلوماتك عن المسيح ؟”. فضل للحظة ساكت ومتفاجئ  وبدأ يقول: “امم، زي ما أفتكر، من الكتاب المقدس لما كنت صغير”.

فرديت عليه: “طيب، قريت عن اللي عمله يسوع في لوقا 10 لما المدن كورزين وبيت صيدا وكفرناحوم  بعد ما شافوا معجزاته ورفضوا انهم يتوبوا ؟” (حرق الفكرة ليك قارئي العزيز :  حكم عليهم بالهلاك وانه هيكون دينونتهم اصعب من سدوم وعمورة) ). في الحقيقة أنا مش عاوز أقول كده ولا اجيب واخبط الايات واهاجم وخلاص .

كملت قلت له: “هل قريت لما المسيح نادى ناس كتير بـ “أعداء، جهلة، ومرفوضين ، اشرار ؟”. من نظرته، بانت إنها معلومة جديدة. بس عشان أنا بس سألت أسئلة، هو حس أنه مدعو للنقاش مش للهجوم واثبات مين صح ومين غلط . طلب مني أشاركه ببعض الآيات تاني، وفي الآخر قال: “تمام. لازم أفكر في الكلام ده أكتر وادور ونرجع نتناقش”.

في رأيي، ده كان نقاش ناجح. وكل اللي عملته هو إني سألت أسئلة! مش بس ده منع النقاش من إنه يوصل لمرحلة العداوة، لكن كمان ساعد صديقي يشوف جوانب مش شايفها وفتح المجال لمزيد من التواصل. (وعشان تبقى عارف، الموضوع بيحصل بالعكس كمان. ناس كتير سألوني أسئلة ذكية وخبيثة خلتني أقع في تصريحات خطرة ومثيرة للمشاكل ، لكني بقيت النهاردة أذكى وبعرف اخد بالي).

3. عيش جمال الإنجيل الحقيقي:

سمعت قصص كتير من أصدقاء ليا ورثوا الإيمان من أهلهم او لمجرد انهم كانوا مواظبين على الكنيسة من مدارس أحد لحد ما وصلوا للإجتماع العام  ، بحس انه فيه مجموعة منهم بيقدموا مجرد أخلاقيات نظرية مع إله بعيد. وفي بعض الحالات، قاسي وغير محب. وفي حالات تانية، انه الرحمة للفقرا والمظلومين مش موجودة . اله نعبده بنوع من أنواع المشاعر الغامضة مع ترك العقل والمنطق والتفكير في عبادته.

في بعض الأوقات بكون شاكر للظروف – بالرغم من ضغطي الشديد وحزني بسببها – اللي خلتني أكون بضيع شويه ، والف واشوف واخد القرار مش بناءا على وراثتي للإيمان ، لانها بتخليك تصدم بالواقع و تتلغبط وتفكر وتاخد قرارك بوعي ، بالإضافة للاستمتاع بالامور التي قد تبدوا اعتيادية على وارثي الإيمان.

فمهما كان بسيط، إنك تطبق قراءة الكتاب المقدس بانتظام، وحياة صلاة قوية، والتوبة، وأعمال الخدمة، والاهتمام الحقيقي بالافراد ، ده واحد من أقوى الأدوات اللي تجذب الناس للمسيح، خاصة لو اتحرقوا من الكنيسة وسبوها بسبب رفضهم للاذى اللي حصل ليهم فيها.

كأشخاص مسيحيين، لو احنا فعلا مؤمنين إن الإنجيل جميل، لازم نعيشه بكل قوة! زي ما بولس قال: “لَسْتُ أَسْتَحْي بِالإِنْجِيلِ”. اكيد بولس كمان قال إن مش كل الناس هاتشعر إن الإنجيل جذاب. هو كتب إنه لما هو واصدقاءه  كانوا بيبشروا بالإنجيل، كانوا رائحة المسيح الذكية للي بيعرف الرب ويخلص ، او بيعرف ويرفض  (كورنثوس الثانية 2: 15).

لكن اللي عاجبني اكتر انه كمل وكتب وقال لبعض الناس:  ريحتنا زي ريحة الحياة. ولناس تانية، ريحتنا زي ريحة الموت. نفس الشيء هيحصل مع أتباع المسيح الحقيقيين النهاردة. مش كل الناس هتشعر إننا (ورسالتنا) ريحتنا كويسة. بس مهمتنا هي إننا نحاول نفهم ونتعلم ،  ونكون جاهزين اننا نشارك الإنجيل الحقيقي  بطريقة ومصطلحات يفهمها الناس، بغض النظرعن هيقبلوها او لا . لإن للناس اللي ربنا بيخلصهم، هنكون بالنسبة ليهم:  رائحة حياة لحياة.