بيضيع ناس كتير في دروب الحياة وهي دايرة على معنى ليهم ولحياتهم . يلاقوها في كتير أماكن، بس الاتنين اللي بيقدروا يدونا شوية نور هما الفلسفة والدين. الاتنين دول بيحاولوا يفهموا حاجات كتير شبه بعض: إحنا جينا منين؟ إيه لازمة وجودنا أصلا؟ إيه الفرق بين الصح والغلط؟ وبعد ما نموت بيحصل إيه؟ ومع كده، كل واحد فيهم له طريقته، ووصلوا في الآخر لنتايج مختلفة خالص.
الفلسفة والدين زي خيوط النور اللي بيتلمعوا جنب بعض شوية. في ناس كتير مش شايفة الفرق بينهم، وبيستخدموا الكلمتين زي بعض. بس الحقيقة في حاجات كتير تفرق بينهم في شغلهم على نفس الأفكار.
الدين:
الدين لما يجي يشرح ويوصل لنا حكمة وجودنا وحكمة الكون اللي حواليينا، بيلاقي الإجابة في حاجات خاصة بيه زي العقيدة والايمان بأفكار قد لاتجد لها ادلة سوي سلطة الكتاب الموجود المبني على ادعاء ان مصدره الله . يعني الإجابات دي بتيجي عادة من حاجات خارقة للطبيعة زي الأنبياء والكتب المقدسة والآيات والمعجزات.
الناس اللي بتؤمن بدين معين ممكن يعتبروا أفكارهم “حقيقة”، بس المتفق عليه إن الإيمان هو اللي بيخليهم يصدقوها. يعني “حقيقة” لأنهم بيؤمنوا برسالة إلههم الخارق (أو آلهتهم). الأديان كمان ليها طقوس خاصة بيها. زي الصلاة الجماعة واعياد بتحتفل بمناسبات معينة، وسلوكيات معينة زي طريقة الصلاة او الاصوام وشكل العبادة وادوار الافراد في اماكن العبادة ، كمان تنظيم العلاقات وادوار الأفراد داخل الدين الواحد .
الفلسفة:
بعكس الدين اللي بيعتمد على الإيمان، الفلسفة بتعتمد على العقل والمنطق للوصول للمعرفة وفهم الكون وحكمة وجوده. الفلسفة ليها فروع كتير زي الفلسفة الطبيعية وفلسفة الأخلاق وفلسفة ما وراء الطبيعة وفلسفة السياسة.
الفلاسفة بيحاولوا يوصلوا للمعرفة عن طريق الأسئلة والملاحظة. أفكارهم ممكن تتنبني على شغل فلاسفة قبلهم، بس الأفكار القديمة دي دايما مفتوحة لتفسيرات جديدة وتعديلات وحتى نقد قوي. تقدر تقول إن الدين بيقدم إجابات جاهزة، والفلسفة بتطرح أسئلة جريئة.
الفلسفة بتركز أكتر على اكتشاف المعرفة مش مجرد قبول كلام سلطة دينية أو إله خارق. مع إن الفلسفة ممكن تتنبني على أفكار دينية، لكن الأفكار الفلسفية عن الدين بتتدرس عادة في فلسفة ما وراء الطبيعة.
في كتير من مدارس الفلسفة اللي ممكن تؤثر على طريقة حياة الناس زي الوجودية والعقلانية والتجريبية والمثالية الذاتية والمثالية. بس مش زي المذاهب الدينية، يعني مفيش فيها طقوس ولا أعياد ولا سلوكيات مفروضة. ممكن يكون في تقدير كبير لفلاسفة زي أفلاطون وأرسطو وديكارت وكانط وهيجل وكيركجارد وسارتر، بس دول بيتحطوا في مقام فلاسفة مش أنبياء.
لما بنتحاور عن حاجات دينية أو فلسفية، كتير من الناس بينسوا إن الاتنين دول طرق مختلفة لفهم الحياة. الفلسفة بتبدأ بالملاحظة والتأمل والسؤال لحد ما توصل لإعلان او نتيجة. لكن الدين هو عنده اعلان واستخدام الطرق الفلسفية والمنطقية ما هي إلا محاولة لفحص الاعلان والوصول لصحته او هل فعلا حقيقي ام لا.
الفلسفة ممكن تتعايش من غير دين لانها قايمة على التأمل ومعندهاش اي طقوس او ثوابت او اعلان اساسي ، زي ما المؤمنين لازم يفكروا ان الفلسفة بتيجي ورا إيمانهم مش اساس لإيمانهم لانه الايمان مبني على وجود اعلان مش مبني علي الفلسفة في المقام الاول.